السبت، 11 ديسمبر 2010

ويكي ليكس ؟؟؟

لا حديث هذه الأيام إلا عن موقع ويكليكس ومؤسس ويكيليكس والوثائق التي ينشرها ويكيليكس، ومن أين تم تحصيلها وكيف وصلت إلى أسانج ومن هي الجهة التي دفعته ودعمته ؟ أسئلة كثيرة طرحت ومازالت لعظم الحرج الذي سببه نشر أسرار الديبلوماسية الأمريكية لمدة سنوات، وجعلها مصدرا مفتوحا أما م العالم للإطلاع والنقل والنشر ...
ربما لم يدر في خلد الأمريكيين وهم يبشرون ببزوغ عصر المعلومات والشبكات أنهم أو على الأقل بلدهم سيكون أكبر ضحية للرواج الفائق السرعة للبيانات، وهكذا ينقلب الثعبان السام على مروضه ليلذغه.
لا تهمنا هنا الجوانب السياسية للموضوع ولا التاريخية فلكل مجال أصحابه المتخصصون الذين يقلبون الأمور على وجوهها ويبدون وجهة نظرهم. وما يهمنا نحن أن نجيب عن سؤال بسيط: لماذا وقع ما وقع من نشر مئآت الآلاف من الرسائل السرية والتهديد بنشر المزيد، وقد ورد ذكر رقم مخيف هو 4 ملايين وثيقة؟؟
لاشك أن ما يسر النشر يتمثل في ما يلي:
1 - توفر وسائط النشر الإلكتروني، فهذه الوثائق كانت مصورة ومتاحة على الحاسوب مما جعل من السهولة نقلها ونسخها، وإذا كانت الوثائق الورقية المقيدة في سجلات أو الموضوعة في محافظ تحتاج إلى جهد لحملها واستخراج نسخ ورقية جديدة منها، كما انها تكون في الغالب الأعم محفوظة داخل خزائن محكمة الإغلاق ومحاطة بالحراسة والمراقبة، فإن الوثائق الإلكترونية مستعصية على المراقبة، فيمكن تسريبها، خاصة الوثائق النصية الخفيفة الوزن، مثل المنشورة على ويكيليكس، فهذه الأربعة ملايين وثيقة يمكن حفظها وحملها في رقاقفة ذاكرة صغيرة مثل المستعملة في الهواتف المحمولة، مما يمنع كشفها إلا إذا استعملت أجهزة استشعار حساسة للغاية، بل يمكن مع ذلك إخفاؤها بأساليب عدة وتسريبها من الخزائن المغلقة والمكاتب المراقبة، فالوثائق إذن وجدت طريقها السهل الميسر بسبب تقدم التقنية من حيث العتاد والبرمجيات.. إضافة إلى وجود عزم بشري وراء ذلك كله، ولكن لنتخيل لو أن أحد الموظفين أراد أن يسرب ملايين الوثائق الورقية، ماذا عليه أن يفعل وكيف يمكن أن ينقلها ؟؟ لذلك كان في الماضي تسريب وثيقة واحدة او بضعة وثائق عملا بطوليا تتبعها ضجة إعلامية تطيح بالرؤوس..
2 - انفجار ثورة الشبكات الرقمية والاتصالات الاجتماعية، لقد تضخمت شبكات الاتصال والتواصل وتوطدت الصلات بين الناس من مختلف أنحاء العالم وصار العالم قرية بل حيا صغيرا، واضحى الكم الهائل وفائق الضخامة من البيانات الكثيرة الرائجة خلال كل ذلك يمكن الراغبين المهرة من التسلل والتخفي والتواصل دون حسيب أو رقيب، إضافة إلى وجود رغبة عارمة عند المتصلين في معرفة الأسرار والاطلاع على الخفايا، لقد غذى الناس الشبكة العنكبوتية بفضولهم وتعطشهم للأخبار، فصارت وحشا جسورا، باحثا بضراوة عن الأخبار والخفايا والأسرار العلمية والتقنية وحتى السياسية، وها هو هذا الجوع المهول ينفجر من خلال وكيليكس الذي لفت إليه الأنظار وهو الموقع الصغير الضئيل الحجم الذي لا يزيد حجمه عن نصف جيغا بايت باحتساب الوثائق، ولعل هذا سبب قوته، بيانات كثيرة هائلة بوزن الريشة يمكن نقلها من مكان لمكان دون أن تصاب بأذى، وحتى إذا أصيبت نسخة سرعان ما يتم تعويضها بنسخة جديدة، خاصة أن الغرب المتقدم يتمتع بسرعة فائقة في الاتصال بالشبكة ونقل البيانات منها وإليها.
3 - عدم إدراك كثير من الناس التغييرات الضخمة التي وقعت في وسائل الاتصال وما سينتج عنها من تأثير كبير على المجتمع بجميع أبعاده، نعم يعرف الناس كلهم أن نقل البيانات تطور وصار أقوى وأسرع ولكنهم لم يعرفوا أبعاد ذلك وأثره على حياتهم وأسرارهم وبياناتهم.. كما يعرفون أيضا كيف تطورت سرعة الحواسيب وسعة التخزين، وكيف تسابقت الشركات في تطوير الأجهزة الأسرع والأصغر..ولكنهم لم يدركوا أثر ذلك على المجتمعات، ولعلها الثقة بالتقنية والظن بأنها خادم  مطيع لسيده لا يقوم إلا بما ينفعه،  ولذلك لم يتوقع أحد أن يتم هذا التسريب الضخم الأول من نوعه على مدى التاريخ لوثائق سرية.
4 - دخول الحاسوب إلى جميع جوانب الحياة البشرية، وارتباطه الشبكي يجعل الإنسان معرضا للتجسس وكشف بياناته الشخصية، وقد كان هذا من القضايا المطروحة في الغرب منذ زمن غير قصير، بل كانت مجال نزاع وصراع بين الشركات، وقد رأينا قبل أيام كيف حاولت شركة غوغل منع شبكة فايس بوك من تنزيل بيانات المشاركين في بريد جي مايل، ومع ذلك تمكنت الشبكة من التحايل ومواصلة التنزيل.. لذلك فالبيانات الحساسة والشخصية معرضة اكثر فأكثر للاختلاس والقرصنة، وهناك حروب كبيرة على الشبكة تجري كل يوم بلا ضجيج ولا إعلام أبطالها قراصنة تقف وراءهم دول أو شركات او منظمات تسرق أو على الأقل تحاول سرقة الأسرار من الخزائن المغلقة بالتحايل على الجدران النارية..وتنتهي المعارك ولا يعلن المنتصر ولا المنهزم ما جرى بينهما لأن من مصلحة كل منهما الصمت فالمنتصر يخفي ما وقع تحسبا لما سيأتي والمنهزم لا يريد أن يعرف أحد خسارته عملا بالمثل العربي خسارة السر كلها ربح، غير أن خسارة من خسر من السياسيين والأنظمة علنية هذه المرة، ومتواصلة معلنة بدء عهد جديد يسميه بعض المراقبين بعهد الشفافية ويلقبه آخرون بعهد انتهاء السرية..
خلاصة القول إن ما وقع من ويكيليكس ( بمعنى الفضح السريع) سيتواصل بأساليب جديدة وكثيرة فالتقنية تتطور لتصبح أقوى وأسرع، والارتباط الشبكي في طريقه ليصبح متاحا في كل مكان بلا أسلاك، وكل الحجب والجدران في طريقها إلى التحلل أمام قوة نفاذ التكنولوجيا، والانسان الذين سيكون بمنأى عنها هو أحد رجلين: إما من ينفق الأموال الطائلة للتحصن والمراقبة، وابتكار جدران إلكترونية فعالة ومتطورة، وإمام من يلقي كل ذلك وراء ظهره ليبقى مرتكسا في تخلفه التقني غير عابئ بمن يراقبه أو يختلس النظر إليه، مثل الرجل المملق جحا وقد نام في بيته مرة فدخل لص وصار يجوب الغرف ويقلب ما بها من أثاث رث لا يساوي شيئا فأزعج صاحب المنزل الذي قام إليه وقال له ابحث جيدا فلعلك تجد شيئا قيّما نقوم باقتسامه معا.

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

التقنية مهمة ولكن....

في هذه الصورة يبدو طلبة أفارقة من قرية أينياه في دولة غانا، في فصل دراسي وهم يحملون أجهزة القارىء الآلي من نوع كيندل من شركة أمازون، لتكون بديلا لهم عن الكتب الورقية التقليدية..
وقد تحققت هذه الخطوة التقنية بفضل التزام منظمة مدنية أمريكية أسسها أحد موظفي أمازون السابقين تحت اسم world reader، ومهمتها كما هو معلن في التعليق على الصورة على موقع المنظمة " وضع مكتبة بين يدي الأطفال والأسر في العالم الثالث بتوفير أجهزة القاراءة الإلكترونية"
 وقد زودت القرية بمحرك هوائي لتوليد الطاقة الكهربائية لتعبئة بطاريات القارئات الآلية، كما تم ربط القرية بشبكة هاتفية للتمكن من تنزيل الكتب من الشبكة والاختيار من بين 30 ألف كتاب من موقع مشروع غوتنبرغ، وتم عقد اتفاقية مع شركة أمازون لنشر الكتب الإفريقية رقميا وبيعها بثمن لا يتجاوز 5 دولارات للكتاب ( حوالي 40 درهما مغربيا).
جدير بالذكر أن القرية الغانية لا تتوفر على الكهرباء ولا على قنوات المياه العذبة ولا الصرف الصحي .. فهي قرية كقرى إفريقيا الكثيرة التي تعاني البؤس والفاقة..
إنها صورة نمطية مألوفة، صورة السائح الذي يحل بإحدى البلاد المتخلفة ليتحف السكان هناك ببعض ثمار التكنولوجيا، ليبهر الناس ويبين بشكل عملي تفوقه الفردي المستند إلى تفوق بلده ومواطنيه في مجال الصناعة التقنية، ويبرز في الآن ذاته الفرق الواسع بين مجتمعين أحدهما معتد بتقدمه والآخر مستخذ وملتحف بتخلفه.. ( أتذكر هنا حال بعض الباحثين الأنثربولوجيين حينما حلوا ببعض قرى الأمازون النائية التي مازالت تعيش بعيدا عن العالم المتمدن، وقد بهر هؤلاء مضيفيهم " البدائيين" بإهدائهم مرايا زجاجية صغيرة، قضى السكان عجبا منها ولبثوا أياما وأسابيع يتأملون وجوههم من خلالها.)
غير أن ما يهمنا هنا أن نطرح سؤالا ملحا - سبق  إليه الباحث الفرنسي المهتم بتطور التقنيات الرقمية فرانسيس بيزاني - هل تكفي التقنية لحل جميع المشاكل، وهل تقديم الأدوات الرقمية إلى التلاميذ في الدول المتخلفة سيحل المشكلة.. وقد علق على مقال الباحث الفرنسي عدد من المتتبعين الذين أشاروا إلى جوانب العمل الذي قامت به المنطمة الأمريكية ( يمكن الانتقال إليها هنـــا
ينبغي أن أنبه أولا إلى ملاحظة سبقني إليها الباحث الفرنسي، فهذا مشروع تجاري إشهاري محض بلباس خيري، وهل ستجد الشركة أفضل من هذه الصورة الإشهارية المختارة، ثمرة من ثمار التقنيات الرقمية المتطورة في بيئة إفريقية أصلية بممثلين طبيعيين من ذوي البشرة السمراء المبتسمين الفرحين بما لحقهم من بركات التكنولوجيا..
إن ما أريد أن انبه عليه هنا بل أذكّر به أن التقنية عامل مساعد إذا توفرت له شروط الإدماج في المجتمع والواقع، ومن ضمن هذه الشروط وعي الإنسان بعلاقته مع التكنولوجيا أولا ثم طرق الاستفادة منها لتغيير واقعه وتطويره للأفضل،  ورغبته الذاتية في تطوير حياته والسعي للنجاح وتحقيق الذات مع ما يتبع ذلك من بحث عن مجالات ذلك  التحقيق والصبر والمكابدة، ولا ننسى توفر العوامل المساعدة اجتماعية واقتصادية وسياسية، بحيث تتوفر للإنسان بيئة مساعدة من تجهيز  يوفر له العيش الكريم ولو في أدنى مراتبه، وتعليم مناسب وحرية في الاختيار وقدرة على الاستفادة من محيطه وإمكاناته الإبداعية دون إكراه أو استبداد.. إن توفر هذه الشروط او بعضها على الأقل، ووجود تصور واضح لمشروع اجتماعي ناجع في المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان المتعامل مع التكنولوجيا يمكنه بلا ريب من النجاح في استغلال التقنيات لصالحه، أم اتخاذها تحفة للتملي والانبهار أو التبرك والاعتقاد أن استيراد التقنية سيجعل الفرد أو مجتمعه متقدما متطورا فذلك احتفاء بالمظاهر وتمسك بالقشور لا يغني ولا يسمن.
إن ما تحتاجه المجتمعات الإفريقية حقيقة هو تنمية واقعية تعتمد على البشر، تنمية بشرية تروم تطوير قدرات الإنسان وتأهيله للوعي والتفكير عبر تمكينه من العيش الكريم وفسح المجال أمامه للتعلم والتثقف ليدرك وجوده وغاية هذا الوجود ولينطلق إلى المشاركة الفاعلة لبني مجتمعه في تحقيق " النحن " المنسجم المتفاهم.. وبناء مجتمع المعرفة المؤسس على العلم والنظام، وحينما تتوفر هذه الشروط وينطلق الإنسان للنهوض فلن يهمه آنذاك الترف التقني، وستكفيه الكتب الورقية والدفاتر والأقلام للتعبير عن ذاته وتحقيق كينونته المعرفية والانطلاق لاستجلاء عوالم الفكر والثقافة.. 
ختاما إن توفر إنسان ما على أفضل التقنيات وأحدثها لن يجعله ناجحا بالضرورة، كما أن حرمانه منها لن يجعله فاشلا قطعا. 

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

طفرة الحواسيب اللوحية..


بلاي بوك آخر المستجدات في مجال اللوحيات من شركة ريم الكندية.
خلال أقل من ثلاثة أيام تعلن عدة شركات عالمية مشهورة ( ريم الكندية وشارب اليابانية، وغيرهما...) عن طرح حواسيب لوحية في الأسواق..
فجأة .. تحول الجميع إلى الحواسيب اللوحية.. من المقصود بالجميع هنا؟ هل هم المستهلكون؟ الشركات المصنعة؟؟ المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام؟؟
الواقع أن الحواسيب اللوحية أصبحت ملء السمع والبصر فجأة بعد تسويق شركة إيبل لحاسوبها أي باد وإقبال الناس على شرائه حتى تجاوز عددهم حتى الآن 4 ملايين جهاز حول العالم..وقد أثار هذا الرقم والإقبال الذي استقبل به الجهاز طمع الشركات العالمية في الأرباح الوفيرة التي يمكن جمعها من بيع أمثال هذه الأجهزة..فلمذا هذه الطفرة الجديدة والسريعة؟؟ ولماذا أقبلت الشركات حتى بعض شركات الاتصالات على تصنيع لوحياتها الخاصة؟؟
أولا ينبغي أن نعرف أن مجمل الشركات العالمية العاملة في مجال تصنيع العتاد انكبت مؤخرا على تصنيع أجهزتها الخاصة، فمن سامسونغ إلى شارب إلى ريم إلى إيتش بي.. واللائحة طويلة بل أستطيع أن أقول من خلال مراجعة المواقع الإخبارية أن كل البلدان المتطورة اقتصاديا ظهرت بها شركات لتصنيع حواسيبها اللوحية الخاصة فمن تركيا إلى الصين إلى الهند وروسيا والبرازيل والشيلي وفرنسا والبرتغال.. كل هذه البلدان تبارت في تقديم أجهزتها.. وتسارع التطوير فمن جهاز الآي باد بتطبيقاته وإمكانياته العادية إلى أجهزة جديدة مزودة بكاميرات أمامية وخلفية، وبتقنيات للاتصال الهاتفي وبتقنيات العرض بالفلاش..الخ
لفهم هذه المسألة لابد أن نذكر بعض التطورات الأخيرة التي فتحت الباب واسعا أمام هذا التطور:
- هناك وصول الحاسبات المحمولة إلى دجة من القوة والدقة في التشغيل وسرعة المعالجات وتطور عرض الوسائط المتعددة وسعاة التخزين، بحيث صارت قوية متميزة وجميلة شكلا وتشغيلا.
- تطور وسائل التخزين فبعد أن كنا نشغل الأقراص الصلبة والأقراص المدمجة، ظهر تطور مذهل وسريع في ذاكرات الفلاش وصارت سعاتها تحسب بالجيكابايت وقريبا ستصير بالتيرابايت.
- تطور الأنترنيت المتنقل بتطوير الهواتف الذكية وبرمجيات التصفح المدمجة فيها، وتحولت هذه الهواتف إلى حواسيب صغيرة لا تختلف عن الحواسيب المكتبية والمحمولة إلى في دقتها، مع سرعتها وكفاءتها الكبيرة.
- تطور المواقع الاجتماعية بقوة كبيرة حتى صارتمن أهم المواقع الشبكية، وهكذا صار الارتباط بالأنترنيت يتطور ليصبح حاجة ضرورية في كل وقت وحين، مع ما يوازي ذلك من تصفح البريد والمواقع الاجتماعية والنصوص المكتوبة والوسائط المتعددة.
 جهاز ستريك من شركة ديل الأمريكية.
كل هذا أدى إلى ضرورة إخراج اجهزة جديدة تتميز بالخفة والقوة والمتانة والجمالية بحيث تعمل كالحواسيب المحمولة وتكون خفيفة كالهواتف الذكية، وتمكن من عرض النصوص والوثائق كالقارئات الإلكترونية..
هكذا ظهرت الأجهزة اللوحية، وقد حوول الوفاء بهذه الحاجات جميعها بتطوير الحواسيب الدفترية، ولكن سرعان ما أفل نجمها بظهور اللوحيات وفجأة لم نعد نرى في وسائل الإعلام أي حديث عن هذه الحواسيب 
وانتقل مجال المنافسة إلى هذا الجهاز الجديد..وما الإقبال الكبير على جهاز أي باد إلا تجل للحاجة إليه، ليعوض الحاسوب المحمول الثقيل في عرض المواقع والاطلاع على البريد وتحرير النصوص القصيرة، وقراءة الكتب والمجلات.. ويتجاوز نقائص الهاتف المحمول المتمثلة في ضعف البطارية وصغر الشاشة.. وما تمثله من قصور في قراءة النصوص واستعراض الفيديو..
 خلاصة القول إن الحاجة الدائمة للارتباط الشبكي والاتصال والتواصل أي للأنترنيت المتنقل، وقصور الأجهزة السابقة الظهور عن الوفاء بهذه الحاجة هو ما جعل النجاح حليف هذه الأجهزة..
وفي رأيي أن الأجهزة اللوحية فتحت الباب على مصراعيه للابتكار والتطوير بعد أن تباطأ التجديد في الحواسيب المحمولة، ونضب معين الابداع..كما أرى أن هذه الأجهزة التي لازالت في بداياتها الأولى ستتطور لتحل محل الحواسيب المحمولة، لعدة أسباب:
1- الخفة: فاللوحيات خفيفة الوزن وقد صارت المبتكر الجديد منها يزن ما بين 400 إلى 600 غرام، وحمل هذه الأجهزة وتشغيلها واستغلالها أفضل وأكثر مرونة من استخدام حاسوب محمول لا يقل وزنه عن 1 كلغ.
2 - القوة والمتانة، فهذه الأجهزة تتطور بسرعة سواء من حيث قوة المعالجات أو سعة الذاكرة أو سعة التخزين ويظهر لي أن هذا التطور سيزداد وتصبح بسعات التيرابايت قريبا..
3 - المرونة وتعدد المهام، فهذه الأجهزة عملية ومرنة نستطيع أن نتصفح بواسطتها المواقع ونشاهد القنوات التلفزية ونقرأ الكتب والمجلات، بل أقول أن الأبحاث ستتجه - لغرض استقطاب عدد كبير من المستهلكين - لصناعة أجهزة تغني كليا عن الحاسوب المحمول وحتى المكتبي الشخصي، في القيام بأعمال التحرير والتنسيق للنصوص والصور والصوت والفيديو.. وهناك محاولات دائبة الآن للوصول إلى هذا المستوى..
بقي هناك جانب لم يتقدم بعد في هذه الأجهزة وهو جانب الطاقة، فهي تستهلك بطاريتها بسرعة مثل سرعة الحواسيب المحمولة ولا يتاجوز أفضلها 8 ساعات، وليس هذه المسألة خاصة باللوحيات بل بكل الصناعات الرقمية، فهي في حاجة إلى ثورة طاقية تبدع في تقليل الاستهلاك أو ابتكار وسائل جديدة لخزن الطاقة بقدر اكبر.
إن هذه الأجهزة تمثل في نظري مستقبل الحاسوب الذي بدأ بحجم ملعب كرة قدم وانتهى أصغر فأصغر وأقوى فأقوى، وسيتطور إلى الأفضل والأحسن بفضل هذا السباق العالمي الكبير نحو الإبداع بدافع الربح طبعا.. ولا يتعلق الأمر بتصنيع الأجهزة  القوية السريعة العالية التخزين و إنما بفتح آفاق جديدة لا ستغلال التقنيات المتاحة أصلا، ومثال ذلك قرار أتخذ بالولايات المتحدة المريكية بفتح الموجات الهيرتزية المخصصة  للبث التناظري القديم أمام البث الشبكي بواسطة تقنية الواي فاي، لتظهر تقنية جديدة هي الواي فاي ذي الصبيب العالي، مما سيوسع الإقبال على الأجهزة اللوحية، ويوسع مداها لتصبح الأنترنيت المتنقلة متاحة في كل مكان يمكن أن يصل إليه البث الهيرتزي المتاح حديثا..
 أقول أخيرا إن هذه ثورة أخرى صغيرة من الثورات التقنية المذهلة سيكون لها ما بعدها، والله أعلم والسلام.
جدول مقارنة تقنية بين أشهر اللوحيات.

جهاز طريف مابين الحاسوب المحمول واللوحي!؟! 

وجهاز مماثل من شركة ديل:


الخميس، 12 أغسطس 2010

المورلوك والأيلوي..


تذكرت وأنا أتتبع منذ مدة التنافس العارم للشركات ومراكز البحث ودور النشر ومختبرات الأبحاث في مختلف بلاد العالم المتقدم في مجال الأجهزة الإلكتورنية للقراءة الرقميةن والسباق المحموم للفوز بحصص السوق من هذا المنتج الجديد المتطور، تذكرت رواية الكاتب الإنجليزي هربرت جورج ويلز  ، آلة الزمن، وهي رواية خيالية يصف فيها كاتبها ما وقع للإنسان بعد قرون من التطور  على درب الرأسمالية الاستغلالية المتوحشة، فبعد أن استنفذ الإنسان موارد الطاقة على الأرض وأدى إلى خرابها التام مما أثار كوارث بيئية هائلة أهلكت الحرق والنسل ولم ينج منها غير عدد قليل من الناس تطوروا إلى نوعين هم المورلوك سكان ما الكهوف والمغاور تحت الأرض والذيت تطوروا من أسلافهم عمال المناجم، والأيلوي وهم سكان سطح الأرض..وقد وصف الكاتب بدقة وإطناب أساليب عيش كل صنف وعلاقته بالصنف الآخر.. ولا يعنينا هنا الإلمام بتفصيل الرواية فهي متاحة للقراءة على الشبكة العالمية للمعلومات..

وما يهمنا نحن هنا هو الإشارة إلى الهوة الكبير الموجودة بين الدول المتقدمة والمتخلفة في مجال تداول الثقافة وإنتاج المعرفة ومشاركتها والاستفادة منها بواسطة التقنيات المتقدمة، فحينما نتطلع إلى الغرب نجد حركة دائبة ومنافسة حادة في مجال تطوير الأوعية الرقمية للقراءة، ونجد من الناس إقبالا على هذه الآلات الجديدة ونجد الباحثين يواكبون هذا التطور الجذري في وسائل تداول المعرفة، نجد صمتا رهيبا في بلادنا العربية وانصرافا كليا عن هذه الثورة الكبيرة، ولعل من دلائل هذا الانصراف العجيب كون الشركات العالمية قد سوقت منتجاتها في كل البلاد الغنية المهتمة إلا البلاد العربية، ربما لأنها يئست من العثور على من يودون شراء منتجاتها.
يصنف بعض الباحثين سنة 2010 بكونها سنة الكتاب الإلكتروني بكل المواصفات، فبينما كان مجال إنتاج أجهزة القراءة محصورا بين فئة محدودة من المهتمين من المنتجين والمراقبين، إذا به يصبح شأنا عاما ومجال متابعة إعلامية حثيثة وأخذ ورد بين المتخصصين وعموم الناس، خاصة بعد تسويق أجهزة كيندل واخواتها من الأجهزة المستخدمة إما للحبر الإلكتروني أو الورق الإلكتروني، ثم ازدادت الحملة ضراوة بعد أن دخلت شركة إيبل مجال المنافسة بحاسوبها اللوحي الملون أي باد..وخلال ذلك توقفت مشاريع وانهارت اجهزة وفشلت مشاريع في تحول سريع..

يقع هذا كله في الغرب ولا نكاد نجد في بلادنا العربية حديثا عن هذا المجال الجديد المهم، لماذا؟ السبب واضح لأننا امة لا تقرأ. فالغرب اخترع هذه الأجهزة تحت ضغط الحاجة، فبسبب تقنيات التواصل والشبكات الرقمية تتاح كل يوم مئات بل آلاف الوثائق والمصادر والنصوص يستعصي  على أي إنسان ولو في مجال تخصص متابعتها بالطرق التقليدية، فكان لابد - لمواكبة هذا الانفجار المعرفي - تطوير ألات تمكن الغربي من استيعاب هذا الكم الهائل من المنتوج المعرفين واحتوائه في مرحلة أولى بهذه الأجهزة التي تتطور قدرتها التخزينية بشكل مطرد فمن 200 كتاب إلى ألف إلى 1500 إلى 3500 في جهاز كيندل الأخير..ثم سيأتس زمن تتطور فيه تقنيات التحليل الدلالي التي مازالت في بداياتها لتمكن الغربيين من إحتواء النصوص الكثيرة تبعا لمضامينها تحليلا وتصنيفا.
لقد كثر الحديث في الآونة الأخير ة عن الفجوة الرقمية بين الشرق والغرب، بين العالم المتقدم والعالم المتخلف( المسمى مجاملة بالنامي) ولعل مجال أجهزة القراءة والكتب الرقمية أبرز مجال تتجلى فيه هذه الفجوة المتعاظمة، نعم هناك مسايرة ومجاراة للعرب والمسلمين للغرب في مجال أجهزة الاتصال والحاسوب بأجياله وأنواعه المختلفة وفي مجال منصات الألعاب ووسائل التخزين، إلا أن المجاراة لما توجد في مجال القراءة..فالقراءة فعل معاناة، ودليل تطور المجتمع وكونه مجتمع معرفة متطور يقبل أبناؤه على العلم ويندمجون في مجالات البحث العلمي ويدعمونه.. أما مجتمعاتنا نحن فهي مجتمعات اللهو الترفيه والمتعة لذلك تهتم بالوسائل التي توفر لها ذلك في التقنيات الرقمية..
إن العالم الآن في مفترق طرق خطير ستتميز فيه مجتمعاته بين من يعد المعرفة العلمية أساس حياته فيبني عليها مستقبله مستغلا التقنيات والآلات، وبين من ينصرف للخمول والكسل وفكر الخرافة المأفونة بجميع أشكالها فيبقى مرتكسا في جهل وتخلف مركبين بعيدا عن مجرى الحياة والحضارة.
نعود هنا إلى رواية آلة الزمن لنقول إن المورلوك الذين امتلكوا التقنيات واستغلوها في الصناعة المعدنية تحت الأرض كانوا يتسللون تحت ظلام الليل الدامس إلى سطح الأرض ليتخطفوا بعض الإيلوي ليتخذوهم طعاما، بينما كان هؤلاء قابعين في قدرية عدمية منتظرين مصيرهم المحتوم دون محاولة النجاة من عدوهم بالرغم من أن بطل الرواية المسافر عبر الزمن حاول مرارا إقناعهم بالثورة على وضعهم وتغيير  ما بأنفسهم ليستطيعوا العيش بكرامة وحرية.

الجمعة، 23 يوليو 2010

القراءة الرقمية ومستقبل الكتاب.


أقترح على الزوار الأعزاء متابعة الحوار الحي الذي أشرف على تنسيقه الأستاذ محمد المنتار المشرف على موقع الرابطة المحمدية للعلماء في موضوع  القراءة الرقمية ومستقبل الكتاب.
تجدون نص الحوار المكونة من أسئلة زوار الموقع والأجوبة على موقع الرابطة في العنوان التالي.

الأربعاء، 21 يوليو 2010

هوس التكنولوجيا..



أغرم الإنسان دائما بالجديد، وأحب الغريب المثير الحديث.. فحرص على امتلاك كل نافع مفيد أو جميل أنيق..فكان ذلك فطرة نشأ عليها وخلقا ركب فيه.. غير أن هذه الغرام أو تلك المحبة قد تتحول إلى ظاهرة غريبة أو أمر مثير حينما تملك على الإنسان عقله وتشغله وتدفعه للاهتمام بهذا الجديد.. والكلف بامتلاكه خاصة إن كان آلة أو اداة أو ثمرة من ثمار الصناعة التقنية المزدهرة في عصرنا..


هوس هاتف أي فون في اليابان